للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ دَخَلَ النَّارَ» .

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ} [القصص: ٨٥] ، يَعْنِي: أَنْزَلَ عَلَيْكَ.

{الْقُرْءَانَ} وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَعْطَاكَهُ.

{لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: ٨٥] ، يَعْنِي: إِلَى مَكَّةَ، تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ، وَقَالَ: لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلا وَهِيَ مَكِّيَّةٌ أَوْ مَدَنِيَّةٌ إِلا هَذِهِ الآيَةَ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ بِمَكِّيَّةٍ وَلا مَدَنِيَّةٍ، وَذَلِكَ أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَحْفَةِ فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ بُلُوغِهِ.

يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَرَادُّكَ إِلَى مَوْلِدِكَ، إِلَى مَكَّةَ.

قَالَ يَحْيَى: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُوَجَّهٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ حِينَ هَاجَرَ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَهُوَ بِالْجَحْفَةِ فَقَالَ: أَتَشْتَاقُ يَا مُحَمَّدُ إِلَى بِلادِكَ الَّتِي وُلِدْتَ بِهَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: ٨٥] إِلَى مَوْلِدِكَ الَّذِي خَرَجْتَ مِنْهُ ظَاهِرًا عَلَى أَهْلِهِ.

- وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: ٨٥] إِلَى الْجَنَّةِ.

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ} [القصص: ٨٥] قَالَ اللَّهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى} [القصص: ٨٥] ، أَيْ: أَنَّ مُحَمَّدًا جَاءَ بِالْهُدَى، فَآمَنَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، فَعَلِمُوا أَنَّ مُحَمَّدًا هُوَ الَّذِي جَاءَ بِالْهُدَى، وَأَنَّهُ عَلَى الْهُدَى.

{وَمَنْ هُوَ} [القصص: ٨٥] ، أَيْ: وَأَعْلَمُ مَنْ هُوَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>