{لِلْعَالَمِينَ} [العنكبوت: ١٥] وَهُوَ تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَبْقَاهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِبَاقِرْدَى مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ حَتَّى أَدْرَكَهَا أَوَائِلُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَكَمْ مِنْ سَفِينَةٍ كَانَتْ بَعْدَهَا، فَصَارَتْ رَمْدَدًا.
قَالَ يَحْيَى: بَلَغَنِي أَنَّهُمْ كَانُوا يَجِدُونَ مِنْ مَسَامِيرِهَا بَعْدَمَا بُعِثَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِبْرَاهِيمَ} [العنكبوت: ١٦] ، أَيْ: وَأَرْسَلْنَا إِبْرَاهِيمَ إِلَى قَوْمِهِ، وَهَذَا تَبَعٌ لِلْكَلامِ الأَوَّلِ لِقَوْلِهِ فِي نُوحٍ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [العنكبوت: ١٤] قَالَ: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [العنكبوت: ١٦] ، يَعْنِي: وَحِّدُوا اللَّهَ.
{وَاتَّقُوهُ} [العنكبوت: ١٦] يَقُولُ: وَاخْشَوْهُ وَهُوَ تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.
{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {١٦} إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ} [العنكبوت: ١٦-١٧] ، أَيْ: وَتَصْنَعُونَ.
{إِفْكًا} [العنكبوت: ١٧] ، يَعْنِي: كَذِبًا كَقَوْلِهِ: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} [الصافات: ٩٥] وَقَالَ مُجَاهِدٌ: قَالَ: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: ١٧] يَقُولُ كَذِبًا.
وَقَالَ السُّدِّيُّ: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: ١٧] ، يَعْنِي: تَخْرُصُونَ كَذِبًا.
قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute