يَعْنُونَ الآيَةَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ قَبْلَ هَذَا الْمَوْضُوعِ.
} وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ { [الأحزاب: ٢٢] قَالَ اللَّهُ:} وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا { [الأحزاب: ٢٢] وَتَصْدِيقًا.
} وَتَسْلِيمًا { [الأحزاب: ٢٢] لأَمْرِ اللَّهِ.
وَتَفْسِيرُ الْكَلْبِيِّ أَنَّ الأَحْزَابَ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَنْدَقِ أَنْ يُحْفَرَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ أَتَاكَ مِنْ خَبَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ وَفُرِغَ مِنْهُ أَتَاهُمُ الأَحْزَابُ، فَلَمَّا رَآهُمُ الْمُؤْمِنُونَ} قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ { [الأحزاب: ٢٢] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:} مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ { [الأحزاب: ٢٣] حَيْثُ بَايَعُوهُ عَلَى أَنْ لا يَفِرُّوا، وَصَدَقُوا فِي لِقَائِهِمُ الْعَدُوَّ، وَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ.
} فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ { [الأحزاب: ٢٣] وَتَفْسِيرُ مُجَاهِدٍ:} فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ { [الأحزاب: ٢٣] عَهْدَهُ فَقُتِلَ أَوْ عَاشَ.
} وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ { [الأحزاب: ٢٣] يَوْمًا فِيهِ قِتَالٌ فَيَقْضِي نَحْبَهُ، عَهْدَهُ، فَيُقْتَلَ أَوْ يَصْدُقَ فِي لِقَائِهِ.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ:} فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ { [الأحزاب: ٢٣] أَجَلَهُ، يَعْنِي: مَنْ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ: حَمْزَةَ وَأَصْحَابَهُ.
} وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ { [الأحزاب: ٢٣] أَجَلَهُ.
وَقَالَ السُّدِّيُّ:} فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ { [الأحزاب: ٢٣] ، يَعْنِي: أَتَمَّ أَجَلَهُ.
قَالَ:} وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا { [الأحزاب: ٢٣] كَمَا بَدَّلَ الْمُنَافِقُونَ.
قَالَ:} لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ { [الأحزاب: ٢٤] ، يَعْنِي: الْمُؤْمِنِينَ، تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute