آبَاؤُهُمْ، يَعْنِي: مِثْلَ قَوْلِهِ: {مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} [القصص: ٤٦] ، يَعْنِي: قُرَيْشًا، وَمَنْ قَالَ: مِثْلَ الَّذِي أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَيَأْخُذُهَا مِنْ هَذِهِ الآيَةِ: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ} [المؤمنون: ٦٨] ، يَعْنِي: مَنْ كَانُوا قَبْلَ قُرَيْشٍ.
وَتَفْسِيرُ السُّدِّيِّ: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا} [يس: ٦] ، يَعْنِي: لِتُحَذِّرَ قَوْمًا مَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْوَعِيدِ {مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ} [يس: ٦] كَمَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ، يَعْنِي: كَمَا حُذِّرَ آبَاؤُهُمْ.
قَالَ: {فَهُمْ غَافِلُونَ} [يس: ٦] عَمَّا جَاءَهُمْ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَفْلَةٍ مِنَ الْبَعْثِ.
{لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ} [يس: ٧] لَقَدْ سَبَقَ الْقَوْلُ.
{عَلَى أَكْثَرِهِمْ} [يس: ٧] ، يَعْنِي: مَنْ لا يُؤْمِنُ.
قَالَ: {فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ {٧} إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ {٨} } [يس: ٧-٨] فَهُمْ فِيمَا يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْهُدَى بِمَنْزِلَةِ الَّذِي فِي عُنُقِهِ الْغُلُّ فَهُوَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْسُطَ يَدَهُ، لا يَقْبَلُونَ الْهُدَى.
وَالتَّقَمُّحُ فِيمَا
- حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: {فَهُمْ مُقْمَحُونَ} [يس: ٨] يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute