للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي فَلَكٍ دُونَ السَّمَاءِ.

قَالَ: {وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} [يس: ٤٠] يَأْتِي عَلَيْهِ النَّهَارُ فَيُذْهِبُهُ كَقَوْلِهِ: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الأعراف: ٥٤] .

- عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الْيَهُودِ قَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: تَقُولُونَ: جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ فَأَيْنَ تَكُونُ النَّارُ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ أَيْنَ يَكُونُ اللَّيْلُ وَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ أَيْنَ يَكُونُ النَّهَارُ؟ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ.

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٤٠] قَدْ فَسَّرْنَاهُ فِي أَوَّلِ الآيَةِ.

{وَآيَةٌ لَهُمُ} [يس: ٣٣] ، يَعْنِي: وَعَلامَةٌ لَهُمْ، تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.

{أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [يس: ٤١] ، يَعْنِي: نُوحًا وَبَنِيهِ الثَّلاثَةَ سَامٌ، وَحَامٌ وَيَافِثٌ مِنْهُمْ ذُرِّيَ الْخَلْقُ بَعْدَ مَا غَرَقَ قَوْمُ نُوحٍ.

وَ {الْمَشْحُونِ} [يس: ٤١] فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: الْمُوَقَّرُ بِحَمْلِهِ، يَقُولُ: مِمَّا حَمَلَ نُوحٌ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ.

قَالَ: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ} [يس: ٤٢] مِنْ مِثْلِ الْفُلْكِ.

{مَا يَرْكَبُونَ} [يس: ٤٢] ، يَعْنِي: الإِبِلَ، وَيُقَالُ هِيَ سُفُنُ الْبَرِّ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ} [الزخرف: ١٢] .

قَالَ: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ} [يس: ٤٣] فَلا مُغِيثَ لَهُمْ.

{وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ} [يس: ٤٣] مِنَ الْعَذَابِ.

{إِلا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [يس: ٤٤] فَبِرَحْمَتِهِ يُمَتِّعُهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>