للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمَّا الحينيَّة: (ومن النحاة من جعل الظرفية أو الحينية هذه حرفَ وُجودٍ لوُجود وتعصَّب لهذا الرأي ابن هشام ودلَّلَ عليه في كتابه "شرح قَطر النّدى") وهي الظَّرفيَّة، وتَخْتَصُّ بالمَاضي، ويكون جَوابُها فِعْلاً ماضياً، نحو: {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إلى البَرِّ أَعْرَضْتُمْ} (الآية "٦٧" من سورة الإسراء "١٧") . أو جُمْلَةً اسميَّة مَقْرُنَةً بـ "إذا" الفُجَائِيّة نحو: {فَلمَّا نَجَّاهُمْ إلى البَرِّ إذا هُمْ يُشْرِكُون} (الآية "٦٥" من سورة العنكبوت "٢٩") . أو بالفَاء نحو: {فَلَمَّا نَجَّاهُم إلى البَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} (الآية "٣٢" من سورة لقمان "٣١") . أوفِعْلاً مُضارِعاً عِنْدَ بعضِهم نحو: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبْرَهيمَ الرَّوعَ وجَاءَتْهُ البُشْرَى يُجَادِلنَا} (الآية "٧٤" من سورة هود "١١") . وهو مُؤَوَّلٌ بجادَلَنا. وقد يُحذَفُ جَوابها كما في قوله تَعالى: {فَلمَّا ذَهَبُوا به وأجْمَعُوا أن يَجْعلُوه في غَيَابَةِ الجُبِ} (الآية "١٥" من سورة يوسف "١٢") . أي فَعلُوا به ما فَعَلوا من الأذى. قال سيبويه: أَعْجَبُ الكلماتِ كَلِمةُ "لَمَّا" إن دَخَلَت على المَاضي تَكون ظَرفَاً، وإنْ دَخَلَتْ على المُضارِع تَكون حرفاً، وإنْ دَخَلَتْ لا على المُضارِع ولا على المَاضي تكون بمعنى "إلاَّ" وأمْثَالُهَا كلُّها تَقَدَّمت.

<<  <  ج: ص:  >  >>