هو الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بـ (الخطيب البغدادي) صاحب المؤلفات الكثيرة، أشهرها "تاريخ بغداد".
ولد سنة (٣٩٢) وكان والده خطيب (درزنجان) من سواد العراق، فحرص على ولده هذا وأسمعه في الصغر سنة (٤٠٣)، ثم ألهم طلب علم الحديث، ورحل فيه إلى الأقاليم، وبرع وصنف وجمع، وتقدم في عامة فنون الحديث.
سمع جماعة كثيرة من المحدثين الثقات في مختلف البلاد، في بغداد، والبصرة ونيسابور، وأصبهان، والدينور، وهمدان، والكوفة، والحرمين، ودمشق، والقدس، وغيرهما، وكان قدومه إلى الشام سنة (٤٥١)، فسكنها إحدى عشرة سنة.
وروى عنه جماعة من الحفاظ منهم شيخه أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني شيخ بغداد.
قال ابن ماكولا:
"كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظًا وإتقانًا وضبطًا لحديث رسول الله ﷺ وتفننًا في علله وأسانيده، وعلمًا بصحيحه وغريبه، وفرده ومنكره ومطروحه. ثم قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله".
صنف في الفقه وبرع فيه، ثم غلب عليه الحديث، وكان فصيحًا جهوري الصوت حسن القراءة، مليح الخط.
وكان قد تصدق بجميع ماله، وهو مائتا دينار على العلماء والفقراء، وأوصى أن يتصدق بثيابه، ووقف كتبه على المسلمين، ولم يكن له عقب.