للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَخْرَجُهُ، يُقَالُ فِي ذَلِكَ: عَضَّلَتِ الشَّاةُ وَالْمَرْأَةُ تَعْضِيلًا، إِذَا أَصَابَهَا ذَلِكَ، وَهِيَ شَاةٌ مُعَضِّلٌ، وَمُعَضِّلَةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ:

[البحر الطويل]

تَرَى الْأَرْضَ مِنَّا بِالْفَضَاءِ مَرِيضَةً ... مُعَضِّلَةً مِنَّا بِجَمْعٍ عَرَمْرَمِ

وأَمَّا «الْإِعْضَالُ» : فَإِنَّهُ مَعْنًى غَيْرُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَهُوَ اشْتِدَادُ الْأَمْرِ، يُقَالُ مِنْهُ: «أَعْضَلَ الْأَمْرُ بَيْنَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ» إِذَا اشْتَدَّ فَغَلَبَهُمْ، وَيُقَالُ لِلشِّدَادِ مِنَ الْأُمُورِ: «الْمُعْضِلَاتُ» ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ:

وَلَيْسَ أَخُوكَ الدَّائِمُ الْعَهْدِ بِالَّذِي ... يَذُمُّكَ إِنْ وَلَّى وَيُرْضِيكَ مُقْبِلَا

وَلَكِنْ أَخُوكَ النَّائِي مَا كُنْتَ آمَنًا ... وَصَاحِبُكَ الْأَدْنَى إِذَا الْأَمْرُ أَعْضَلَا

يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «أَعْضَلَ» : اشْتَدَّ، وَأَمَّا قَوْلُ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ فِي عِكْرِمَةَ: " إِنَّ مَوْلَى هَذَا كَانَ حَبْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «حَبْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ» : عَالِمَهَا، وَمِنْهُ قِيلَ لِكَعْبِ الْأَحْبَارِ: «كَعْبُ الْأَحْبَارِ» ، وَالْأَحْبَارُ جَمْعُ حَبْرٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْعَالِمِ حَبْرٌ نِسْبَةً لَهُ إِلَى الْحِبْرِ الَّذِي يَكْتُبُ بِهِ، يُرَادُ بِذَلِكَ وَصْفُهُ بِأَنَّهُ صَاحِبُ كُتُبٍ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُكْتَبُ بِالْحِبْرِ، فَكَثُرَ وَصْفُهُمْ إِيَّاهُ بِذَلِكَ حَتَّى قِيلَ لِلْمُبَرِّزِ فِي الْعِلْمِ: حَبْرٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>