وَأَمَّا قَوْلُ طَاوُسٍ: " أَدْرَكْتُ سَبْعِينَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ أَتَوُا ابْنَ عَبَّاسٍ حَتَّى يُقْدِرَهُمْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ» إِذَا تَمَارَوْا فِيهِ، مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} [البقرة: ٧٢] ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {ادَّارَأْتُمْ} اخْتَصَمْتُمْ وَتَمَارَيْتُمْ، وَأَصْلُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: دَرَأْتُ الشَّيْءَ إِذَا دَفَعْتُهُ، فَأَنَا أَدْرَأُهُ دَرْأً، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْمُتَمَارِيَيْنِ الْمُخْتَصِمَيْنِ: تَدَارَآ، وَادَّرَآ؛ لِدِفْعِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ صِحَّةِ مَا يَقُولُ وَيَدَّعِي حَقِيقَتَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} [النور: ٧] ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {يَدْرَأُ} [النور: ٧] : يَدْفَعُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: «حَتَّى يُقْدِرَهُمْ عَلَيْهِ» فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ: حَتَّى يَجْعَلَ لَهُمُ السَّبِيلَ إِلَى عِلْمِ ذَلِكَ، فَيَقْدُرُوا عَلَى مَعْرِفَةِ صِحَّتِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute