وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي الْخَبَرِ الْآخَرِ: فَرُئِيَ أَثَرُ جَبِينِهِ وَتَرْقُوَتِهِ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ " فَإِنَّ الْجَبِينَ مَا عَنْ يَمِينِ الْجَبْهَةِ وَشِمَالِهَا مِنْ عَظْمِ الرَّأْسِ، وَالْجَبْهَةُ بَيْنَهُمَا، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ لِلرَّجُلِ الَّذِي رَآهُ قَدْ أَثَّرَ السُّجُودُ بِأَنْفِهِ: لَا تَعْلُبْ صُورَتَكَ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: لَا تَعْلُبْ صُورَتَكَ: لَا تُؤَثِّرْ فِيهِ أَثَرًا فَتُقَبِّحُهُ بِذَلِكَ، وَأَصْلُ الْعَلْبِ: الْأَثَرُ، يُقَالُ مِنْهُ: عَلَبْتُ الشَّيْءَ إِذَا أَثَّرْتُ فِيهِ، فَأَنَا أَعْلُبُهُ عَلْبًا وَعُلُوبًا، وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ الرِّقَاعِ:
[البحر الكامل]
يَتْبَعْنَ نَاجِيَةً كَأَنَّ بِدَفِّهَا ... مِنْ غَرْضِ نَسْعَتِهَا عُلُوبَ مَوَاسِمِ
وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي مِجْلَزٍ: «رَأَى عُمَرُ رَجُلًا سَاجِدًا قَدْ شَالَتْ قَدَمَاهُ» ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «قَدْ شَالَتْ قَدَمَاهُ» قَدِ ارْتَفَعَتَا عَنِ الْأَرْضِ، يُقَالُ مِنْهُ: شُلْتُ الْحَجَرَ عَنِ الْأَرْضِ إِذَا رَفَعْتُهُ عَنْهَا، وَشَالَ الشَّيْءُ: إِذَا ارْتَفَعَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَخْطَلِ فِي هِجَاءِ جَرِيرِ بْنِ عَطِيَّةَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute