للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَنْ يَعْدِمُوا فِي الْحَرْبِ لَيْثًا مُحَرَّبًا ... وَذَا نَجْدَةٍ عِنْدَ الرَّزِيَّةِ بَاذِلَا

يَعْنِي بِقَوْلِهِ: ذَا نَجْدَةٍ: ذَا بَأْسٍ وَشَجَاعَةٍ وَإِنَّمَا أَرَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «وَنَجْدَتِهَا» ، فِي حَالِ سِمَنِهَا، وَوَقْتِ شِدَّةِ نَحْرِهَا عَلَى مَالِكِهَا وَأَمَّا النَّجَدُ، بِفَتْحِ النُّونِ وَالْجِيمِ، فَإِنَّهُ مَعْنًى غَيْرُ هَذَا، وَهُوَ الْعَرَقُ، يُقَالُ مِنْهُ: نَجَدُ الرَّجُلُ يَنْجُدُ نَجْدًا، إِذَا عَرَقَ، وَمِنْهُ قَوْلُ نَابِغَةِ بَنِي ذُبْيَانَ:

يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ الْمَلَّاحُ مُعْتَصِمًا ... بِالْخَيْزُرَانَةِ بَعْدَ الْأَيْنِ وَالنَّجَدِ

وَأَمَّا الْإِنْجَادُ فَإِنَّهُ مَعْنًى غَيْرُ هَذَيْنِ، وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ لِمَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا: إِنْجَادُ الْقَوْمِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَذَلِكَ إِعَانَةُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا عَلَى الْأَمْرِ يَنْزِلُ بِهِمْ، يُقَالُ مِنْهُ: أَنْجَدْتُ الْقَوْمَ عَلَى عَدُوِّهِمْ، فَأَنَا أُنْجِدُهُمْ إِنْجَادًا وَالثَّانِي: ارْتِفَاعُ الْمَرْءِ مِنْ غَوْرٍ إِلَى نَجْدٍ، يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ أَنْجَدَ الْقَوْمَ، إِذَا أَتَوْا نَجْدًا، فَهُمْ يَنْجِدُونَ إِنْجَادًا. وَأَمَّا التَّنْجِيدُ، فَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: نَجَّدَ فُلَانٌ بَيْتَهُ، إِذَا زَيَّنَهُ بِالْفُرُشِ وَغَيْرِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

حَتَّى كَأَنَّ رِيَاضَ الْقُفِّ أَلْبَسَهَا ... مِنْ وَشْيِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وَتَنْجِيدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>