للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا» ، فَإِنَّ إِفْقَارَ الظَّهْرِ عَارِيَّتُهُ لِلرُّكُوبِ وَالْحَمْلِ عَلَيْهِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَفْقَرَ فُلَانٌ فُلَانًا ظَهْرَ بَعِيرِهِ، فَهُوَ يُفْقِرُهُ إِيَّاهُ إِفْقَارًا، وَالْإِفْقَارُ فِي الظَّهْرِ شَبِيهُ الْإِسْكَانِ فِي الدَّارِ وَأَمَّا قَوْلُهُ: «وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا» ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا» : أَعْطَى ذَوَاتَ اللَّبَنِ مِنْهَا لِتُشْرَبَ أَلْبَانُهَا، يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: مَنَحَ فُلَانٌ فُلَانًا نَاقَتَهُ، إِذَا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا لِشُرْبِ لَبَنِهَا، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالْمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ، وَالْعَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ» ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:

[البحر الرمل]

وَلَقَدْ أَمْنَحُ مَنْ عَادَيْتُهُ ... كَلِمًا تَقْطَعُ مِنْ دَاءِ الْكَشَحْ

يُقَالُ مِنْهُ: مَنَحَهُ نَاقَتَهُ، فَهُوَ يَمْنَحُهَا إِيَّاهُ مَنْحًا، وَالْمَنِيحَةُ هِيَ النَّاقَةُ الْمَمْنُوحَةُ، صُرِفَتْ مِنْ فَعُولَةٍ، إِلَى «فَعِيلَةٍ» وَأَمَّا «الْغَزِيرَةُ» فَإِنَّهَا الْكَثِيرَةُ اللَّبَنِ مِنَ الْمَاشِيَةِ، تُجْمَعُ «غِزَارًا» ، كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ:

[البحر الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>