بَعْضَ بَنِيهِ عَلَى بَعْضٍ، إِذَا فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ. وَيُقَالُ: مَا أَقْرَبَ شَفِّ بَيْنِهِمَا، أَيْ فَضْلِ بَيْنِهِمَا، يُقَالُ: فُلَانٌ حَرِيصٌ عَلَى الشَّفِّ، يَعْنِي بِهِ: عَلَى الرِّبْحِ. وَأَمَّا الشَّفُّ: بِفَتْحِ الشِّينِ، فَالسِّتْرُ الرَّقِيقُ، وَكُلُّ ثَوْبٍ رَقِيقٍ يُسْتَشَفُّ مَا خَلْفُهُ، فَهُوَ شَفٌّ، يُقَالُ مِنْهُ: شَفَّ الثَّوْبُ عَلَى الْمَرْأَةِ فَهُوَ يَشِفُّ شُفُوفًا، وَذَلِكَ إِذَا بَدَا مَا وَرَاءَهَا مِنْ خَلْفِهَا. وَمِنْهُ الْخَبَرُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَا تَكْسُوا نِسَاءَكُمُ الْقَبَاطِيَّ، فَإِنَّهُ إِلَّا يَشِفُّ فَإِنَّهُ يَصِفُ، يَعْنِي بِذَلِكَ إِنْ لَمْ يُرَ مَا خَلْفَهُ، فَإِنَّهُ يَصِفُهَا لِرِقَّتِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْعِبَادِيِّ:
[البحر الخفيف]
زَانَهُنَّ الشُّفُوفُ يَنْضَحُ بِالْمِسْـ ... ـكِ وَعَيْشٌ مُفَانِقٌ وَحَرِيرُ
يَعْنِي بِالشُّفُوفِ جَمْعَ شَفٍّ. وَأَمَّا الشَّفِيفُ فَإِنَّهُ الْبَرْدُ، يُقَالُ مِنْهُ: إِنَّ فُلَانًا لَيَجِدُ فِي أَسْنَانِهِ شَفِيفًا، أَيْ: بَرْدًا شَدِيدًا. وَإِنَّ فِي لَيْلَتِنَا هَذِهِ لَشَفًّا شَدِيدًا، أَيْ: بَرْدًا شَدِيدًا. وَأَمَّا قَوْلُهُمُ: اسْتَشَفَّ فُلَانٌ مَا فِي الْإِنَاءِ مِنَ الْمَاءِ أَوْ غَيْرِهِ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ شَرِبَهُ كُلَّهُ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ السَّائِرُ: لَيْسَ الرِّيُّ عَنِ التَّشَافِ يَقُولُ: لَيْسَ الرِّيُّ بِأَنْ تَشْرَبَ جَمِيعَ مَا فِي الْإِنَاءِ حَتَّى لَا تُبْقِي فِيهِ شَيْئًا. وَمِنْهُ الْخَبَرُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُولِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute