للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ إِحْدَى عَشْرَ امْرَأَةً وَصَفْنَ أَزْوَاجَهُنَّ، أَخْبَرَ أَنَّ إِحْدَاهُنَّ قَالَتْ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، تَعْنِي بِقَوْلِهَا: اشْتَفَّ، شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِي الْإِنَاءِ فَلَمْ يُسْئِرْ فِيهِ شَيْئًا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: قَدِ اشْتَافَ فُلَانٌ لِكَذَا، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ تَطَاوَلَ لَهُ وَنَظَرَ، يُقَالُ مِنْهُ: اشْتَافَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ فَهُوَ يَشْتَافُ لَهُ اشْتِيَافًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَأَيْتُ فُلَانًا يَتَشَوَّفُ لَكَ، يَعْنِي أَنَّهُ يَتَطَاوَلُ وَيَنْظُرُ. وَيُقَالُ: شِيفَتِ الْجَارِيَةُ لِزَوْجِهَا، إِذَا زُيِّنَتْ لَهُ وَهُيِّئَتْ، فَهِيَ تُشَافُ شَوْفًا. وَأَمَّا الْخَبَرُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ نَسَاءً، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالنَّسَاءِ: التَّأْخِيرَ، يَقُولُ: نَهَى أَنْ يُبَاعَ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ بِتَأْخِيرٍ. يُقَالُ مِنْهُ: بَاعَ فُلَانٌ مَتَاعَهُ مِنْ فُلَانٍ بِنَسِيئَةٍ، وَبِأَخِرَةٍ، وَبِنَظِرَةٍ، وَدَيْنٍ، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. يُقَالُ: نَسَأْتُ فُلَانًا مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ، إِذَا أَخَّرْتُهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: عَرَفَتْنِي، نَسَأَهَا اللَّهُ، أَيْ: أَخَّرَهَا اللَّهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: ٣٧] ، يَعْنِي بِذَلِكَ تَأْخِيرَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ الَّذِي كَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَفْعَلُهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>