- يُغفر للشهيد كل شيء إلا الدَّيْن، رواه مسلم. لو أن رجلًا قُتل في سبيل الله ثمَّ عاش ثمَّ قُتل ثمَّ عاش ثمَّ قُتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضي دينه، رواه النسائي والطبراني والحاكم. - لكن إن كان قد استدان يريد القضاء والوفاء، واستدان في طاعة لا في معصية فإنما الأعمال بالنيات، وقد رغَّب الله - جل وعلا - في إنظار المُعْسر والوضع عن الضعيف وجعل للغارم من الزكاة، وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: (من ترك ديْنًا فعليَّ) رواه مسلم. ومن سعة رحمة الله - جل وعلا - أن يغفر للحجاج كل شيء حتى التبعات (كما رواه أحمد وغيره وقوّاه ابن حجر في القول المسدّد وفي جزء قوة الحِجاج)، والجهاد في سبيل الله - عز وجل - ذروة سنام الإِسلام، والقتل في سبيل الله - عز وجل - مقبلًا غير مدبر مخلصًا غير مشرك فضله عظيم. وفي معنى من استدان يريد الأداء أدى الله عنه، أحاديث كثيرة أصحها ما رواه البخاري (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه)، وانظر الترغيب (٢/ ٥٩٧ - ٦٠٤/ البيوع). - والكرامة المذكورة فيها نظر، وتحويل التراب قمحًا لتأدية ديْن رجل جائز والله قدير على كل شيء، وفي الحديث أنَّه عُرض عليه - صلى الله عليه وسلم - أن تجعل بطحاء مكة ذهبًا، ولكن قصة الديّن هذه باطلة فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أثقل الديْن جابر بن عبد الله الصحابي ابن الصحابي رضي الله عنهما مر بنخلة وبرَّك عليه لا أنَّه تحول التراب تمرًا. والكرامة نؤمن بها للصالحين لكن بشروطها ولا تكون فوق المعجزة التي تكون للأنبياء ولهذا تفصيل، والله أعلم.