للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنكرت نفسي) (١) وهذا يلفت النظر إلى دقة عمر - رضي الله عنه - في مراقبة أحوال نفسه، وهكذا ينبغي أن يكون كل مسلم دقيقا في مراقبة أحوال النفس، حتى لا تشطن وتخرج عن طاعة الله ورسوله.

وقد سمي المتمرد من كل شيء شيطانا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله، وبعده عن الخير، وقول القائل: شطنت داري من دارك: أي بعدت.

ومنه قول نابغة بني ذبيان:

نأت بسعاد عنك نوىً شطون فبانت والفؤاد بها رهين.

وسمّي إبليس وذريته شياطين لمفارقتهم الملائكة والصالحين من بني آدم، وعدم الطاعة لأمر الله تعالى، وأصبح كل شيطان رجيم: أي ملعون مشتوم، وكل مشتوم بقول رديء أو سب فهو مرجوم، وأصل الرجم: الرمي بقول كان أو فعل، ومن الرجم بالقول:

قول أبي إبراهيم، لإبراهيم - عليه السلام -: {لئن لم تنته لأرجمنك} (٢) وقد يجوز أن يكون قيل للشيطان: رجيم، لأن الله جل ثناؤه طرده من سماواته، ورجمه بالشهب، فاتضح أن منهم الأبرار ومنهم الفجار، كما حكى الله قولهم: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ


(١) أسنده أبو جعفر الطبري (جامع البيان ١/ ١١١) رجاله ثقات وهشام بن سعد حسن الحديث وهو من رجال مسلم.
(٢) الآية ٤٦ من سورة مريم.

<<  <   >  >>