للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال سليمان بن صرد - رضي الله عنه -: كنت جالسا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجلان يستبان، فأحدهما أحمرّ وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد) (١) وهذا باب واسع يكفي منه ما ذكرنا.

[المبحث التاسع: التعامل معهم]

المؤمنون الصالحون منهم لا يعرضون للمسلم إلا بخير، ومن وقع له شيء من هذا وجب عليه التحرّي والتفكير فيما ورد عليه فإن كان عملا صالحا لا مرية فيه قبل ذلك وعمل به، مثال ذلك ما حكى لي أحد الزملاء الأفاضل أن قريبا له حصل له صحبة من جن مسلمين فكان إذا تأخر عن الاستعداد للصلاة ذكّروه وألحّوا عليه إذا تباطأ، وكان قريبه هذا في مكة وهو في المدينة فعاد زميلنا هذا من عمله ودخل مكتبته ليضع فيها أوراقه، ثم خرج منها إلى مجتمع أسرته في المنزل فإذا بقريبه المكي يتصل به عبر الهاتف ويقول: عندك ضيوف لم تسلم عليهم، فدهش الرجل وقال: أينهم هم؟ ! ، فقال هم في المكتبة، فقال: كيف والمكتبة مغلقة لا يدخلها أحد غيري، وأنا الآن وضعت فيها أوراقا ولم أجد أحدا؟ ! ، فقال هم من أصحابي الجن وجاءني أحدهم وقال كنا في مكتبة قريبك فلان بالمدينة نطالع بعض الكتب فدخل علينا ووضع أوراقا ولم يسلم، فقال: هذا صحيح ولكن


(١) أخرجه البخاري حديث (٣١٠٨).

<<  <   >  >>