للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معشر الجن؟ ، أم أنت من بينهم كذاك؟ ، قال: لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثانية، فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك، فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال: نعم، قال: تقرأ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (١)، قال: نعم، قال: فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج (٢)، كخبج الحمار، لا يدخله حتى يصبح (٣)، فقد علم الإنسيّ ما ينفعه، ومع هذا فإنه لا يركن إليهم فقد كفانا وإياهم كتاب ربنا وسنة نبينا، ولا مانع من قبول ما يكون صريحا في الخير، وما لا لبس فيه ولا شبة، ولذلك قبل أبو هريرة هذا، وقد يكون هو الرجل المبهم في هذه الرواية، وقد يكون رجلا آخر.

[المبحث الثامن: مضارهم]

مضارهم كثيرة سيما الكفار منهم وعصاة مسلميهم، إذا لم يكن الإنسان مؤمنا متوكلا، فهم يصدون بني الإنسان عن سبيل الله - عز وجل -، وكل ما يقرّب إليه، من فرائض ونوافل، وصدقات وصلة، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، والتزام بالقيم الإسلامية، وكل عمل خير يقرب


(١) الآية (٢٥٥) من سورة البقرة.
(٢) ما يخرج منه من ريح كريه.
(٣) أخرجه الدارمي، حديث (٣٤٦٦) فيه الشعبي لقي عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، ولم يسمع منه، وأخرجه الطبراني (٩/ ١٨٣، رقم ٨٨٢٦، وانظر: ٨٨٢٤) وأبو نعيم (الدلائل ١/ ٣٦٩، رقم ٢٦٨) ..

<<  <   >  >>