للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا واجب أي مسلم بأن يذكره بواجباته ويحرص على أن يكون حجه الذي بذل في سبيله كل الحيل، مقبولا، إنه طفل من بونة مثلي وهو أصغر مني بل أفقر مني أيضا.

أجبر هذا الوضع إبراهيم على اتخاذ قرار، أخذ رزمة الحلويات وذهب على الفور يبحث عن هادي في المطبخ، لم ينفق وقتا طويلا لكي يجده، إذ سمع صوته من خلال كوة تطل على السطح وهو يغسل الأطباق. كان هادي يغني أغنية كانت لوقت غير بعيد شائعة بين أطفال بونة، تقدم إبراهيم وهو يمشي على أطراف أصابعه ونادى:

هادي! يا هادي!.

سمع إبراهيم صوت طاولة تسحب وظهر بعدها الرأس الصغير لطفل بونة، كان الفضول يثيره كي يعرف من يناديه ولكنه ضحك عندما عرف زائره. لم يكن الطفل يعرف اسمه ولم يشأ أن يناديه كعادته عندما كان يلتقيه في شوارع بونة، سأله:

- هل أنت بحاجة إلي يا عمي الحاج؟.

رد إبراهيم وهو يناوله الصرة:

- لا، جئت هنا لأعطيك هذه الحلويات.

<<  <   >  >>