أكب الطفل من الكوة ليأخذها وقال له وهو يريد أن يشكره:
- عمي الحاج، قل لي أين يمكنني أن أجدك كي أحضر لك قهوة ساختة، لكن لا تخبر أحدا.
استطرد إبراهيم قائلا وهو يبحث عن كلمات:
- أتعرف المكان الذي رأيتني فيه بالأمس عندما أحضرت الحزمة إلى الحاج الذي رفضت أن تقبل منه المال؟ ستجدني هناك، تعالى إلي إن استطعت قبل العصر حتى تتمكن من تأدية الصلاة معنا.
وهو يقول هذا لم يشأ أن يذكر الفتى بوقاحته على المرسى عندما ناداه بـ (بوقرعة)، هذا الأخير أسعده أنه لم يذكره بقلة أدبه تجاهه وأعجبته الفكرة التيى أضفت على مغامرته طابعا مميزا.
سحب هادي رأسه من الكوة لكي يخفي التأثر الذي هز صوته وقال:
- أنا لا أعرف كيف أتوضأ، أرني كيف أفعل ذلك مرة واحدة، فأنا أتعلم بسرعة.