ويرى بن نبي أن المسلم في عمق روحه وانعكاسه الاجتماعي والنفسي في نمونج إبراهيم و (زهرة) في قصة (لبيك) وكذلك الإطار الذي رافق حركة الحجيج في مرفأ عنابة (بونة سابقا)، هذا العمق يسستطبن روحا متحضرة في شبكة علاقات إنسانية، وهو في عمقه هذا نموذج تحضير في أفق الحضارة الإنسانية.
من هنا فالظاهرة القرآنية مثلت في فكر بن نبي الهدف البعيد منذ البداية؛ لذا جاءت قصة (لبيك) هي نداء البداية والنهاية معا، وقد استخلصها بن نبي من روح عفوية الشعب الجزائري والفقراء؛ إذ يرى فيهم المنهل الصافي لماء الحياة الحضارية الإنسانية، لذا فـ (لبيك) نموذج الفطرة في (أفلو) في الجزائر، وصفاء شبكة العلاقات الإنسانية في عفويتها، كما قصها لنا في شهادته وكما هي نموذج روح حجاج إفريقية حين تقودهم لبيك رجالا مشاة إلى مكة في هجير الصحراء في اشتياق واحد مع دمع سكان المدن إلى حج العام القادم وهم يستقبلون قوافل الحجاج من أطراف الجزائر في طريقهم إلى مرفأ مدينة عنابة (بونة سابقا) لتمخر بهم الباخرة عباب