للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنه انتهر رفيقه الذي كان معه عندما جره بيده، مثرثرا باستهزاء وهو يحاول أن يأخذه إلى حانة أخرى فجمع كل كرامته التي فرضتها عليه حالته الحزينة تلك، ليجيبه قائلا:

(أتظنني كافرا مثلك؟ أنت الذي لا تعرف شيئا عن دينك، فأنا قد حفظت ستين حزبا في حين أنك لا تحفظ ما يكفي لتأدية صلاتك).

وأصلا، لم يفهم صاحبه أي شيء من هذه الخطبة، وأصر على أن يجره معه إلى الحانة.

ولكن على غيرته على دينه استسلم إبراهيم لتناول كأس أخيرة.

فجأة، وفي هذا المكان، انقطع مشهد الذكريات من ذهنه، وكأن ستارا حاجبا سقط فغطى ذلك المشهد وعاد إلى ذاكرته ذلك الحلم الذي حاول إبراهيم استشعاره:

- وتذكر فجأة: (أجل، لقد حلمت بالكعبة ..).

شيئا فشيئا بدأ حلمه يتضح، لقد رأى نفسه في لباس الإحرام، اللباس الذي يرتديه الحاج خلال أدائه لتلك المناسك.

<<  <   >  >>