رفيقه لم يقو على اجتياز عتبة المتجر واستلقى على مدخله، وقد ملأ شخيره غرفة إبراهيم الذي لم يعد قادرا على التلذذ بحلم اليقظة الذي كان يريد أن يتابعه إلى جدة ومكة ثم المدينة ...
لقد انقطع سحر الحلم لدى إبراهيم الذي عاد فكره مرغما، إلى أجواء المحل. والآن، إذ غيناه وهما نصف مغمضتين تريان صورا أكثر حسية. تجول بصره في دكانه المعتم الذي كانت تبثه الشمعة بضوئها الخافت ودخانها. بدأت نشوة الحلم الذي رآه في نومه ويقظته تتلاشى حين أدرك حالته الراهنة والأشياء القاتمة التي كانت تحيط به.
انتابه إحساس بالاختناق جعله يعتدل جالسا متكئا على ذراعيه، فوقع نظره على رجليه الممدودتين والمنتعلتين حذاءه القماشي الذي لم ينزعه منذ البارحة
حين تهاوى على فراشه.
أحس إبراهيم بخجل مضاعف من فردتي حذائه: حذاؤه الذي لم يكن يلبس مثله سوى (أولاد الحرام) مثلما يطلق على السفلة في الجزائر.
فحذاء كهذا بالنسبة إلى الناس الطيبين من الجيل السالف، لا ينتعله إلا قطاع الطرق وأشخاص في