أي أعزب، بعد أن طلبت منه زوجته الخلع وحصلت على الطلاق.
استرجع الآن إبراهيم مشهدا واحدا ذلكم هو المشهد الأخير من حياته الزوجية:
كانت الساعة الثانية زوالا، وفي البيت الذي يقيم فيه العم محمد حاليا، حيث كان يسكن مع زهرة في غرفتين في الطابق العلوي.
في هذا اليوم دخل صباحا مخمورا إلى حد لم يبلغه قط من قبل. وفي الساعة الثانية بعد الظهر استيقظ كالعادة بعد ليالي عربدته، وكانت زهرة تنتظر استيقاظه لتضع (الميدة)(طعام الغداء). كانت جالسة على إهاب خروف موضوع في (الصحن)، هذا الرواق الذي تطل عليه غرف المنازل ذات الطراز المغاربي. كانت قد عادت بعد أن قامت بغسل بعض الملابس لقتل الوقت، وارتسمت على صنحات وجهها رقة وحزن كمن به مرض عضال. كانت تعاني منذ مدة من سلوك إبراهيم غير السوي الذي كان يعذبها خاصة بعد انتقال والديه إلى الرفيق الأعلى.
في هذا اليوم، وعلى غير عادتها كانت هادئة بل مسرورة، دون ذلك التقطيب بين عينيها الذي يعتريها