كانت هادئة لأن (قزانة) أي قارئة حظ أنبأتها في الصباح أن معجزة ستقع في حياتها التي تتألم منها كثيرا، وأن سبب معاناتها سيزول.
كان هذا شغلها الشاغل فكم من مرة كانت تنتقل إلى القبة لكي تشعل شمعة هناك على أمل أن ينتهي سبب معاناتها: فسوق إبراهيم.
فلسنوات عديدة، كانت مع (القزانات) تجدد أملها.
كانت مرة أخرى هادئة وكان الجو رائعا في هذا اليوم الربيعي، وبجوار أحد أعمدة الرواق كان هناك قفص معلق، بداخله كروان أصبح مع مر الزمن رفيقا لزهرة حتى إنها كانت تغني لتغريده وكانت كلما رأته ساكنا على أرجوحته تأتي لتكلمه.
لقد تعودت على فهم حركات رأسه الصغير، كان يقول لها:(لا)، عندما يحرك رأسه يمينا ويسارا ويقول لها:(نعم)، عندما يخفض رأسه. كانت أجوبته وزقزقته كافية لتشعرها بالرفقة، خاصة عندما كانت تنتظر استيقاظ زوجها بعد الزوال أو عودته من الحانة.