للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أفلت من شعوره، فأحس بخفة روحه وكأنها تخلصت من قيودها الثقيلة التي كان يظن أنها لن تنفك عنه أبدا.

وفي الشارع كانت هنالك خطوات يسمع وقعها وهي تبتعد، وكان دخان الشمعة يملأ المحل ويزعجه.

فجأه أراد الخروج منه وقد أحس بنفور تجاه المكان وكل الأشياء القاتمة المحيطة به، تنبه إلى أنه ومنذ زمن بعيد لم يشهد طلوع الفجر ولم يستنشق النسيم العليل للصباح. فانتعل حذاءه، وخرج إلى عتبة المحل. النهار لم يطلع بعد وقد خيم ضباب خبازي على الزقاق.

رأى إبراهيم رفيقه المستلقي على الأرض كأنه تكوم على كتفي الباب.

رفع إبراهيم رأس صاحبه الذي فوجئ به إذ وجد نفسه جالسا فخاطبه متذمرا:

- دعني وشأني يا إبراهيم! دفع الفحام بقدمه وبرفق الرجل الذي لم يكد يستيقظ، وأجبره على النهوض قائلا له: (قم، قم، لتنم في مكاني). امتثل الرجل أمر إبراهيم دون احتجاج، وذهب

<<  <   >  >>