للتمدد على الفراش. أطفأ إبراهيم الشمعة ثم خرج بعد أن أغلق الباب خلفه.
تردد إبراهيم لحظة في الخارج، ثم اتجه بعفوية نحو الشمال باتجاه المسجد الذي لاحت له منارته السامقة في سماء لونها خبازي امتزج بلون وردي باهت.
عندما انتهى إلى الساحة، رأى أطيافا بيضا تدخل المسجد من الباب المركزي الذي يؤدي إلى مدخل مغطى تنيره أضواء تنبعث من قاعة الصلاة.
اتجه إبراهيم بعفوية نحو الأضواء صاعدا أدراج المدخل ولكنه لم يجرؤ على تخطي عتبة باب المسجد، حيث تناهت إلى مسامعه همسة عادة ما تسمع عند أبواب المساجد في أوقات الصلاة. تملكه إحساس بالضيق شله ومنعه من تخظي الباب وكأن قوة ما تدفعه إلى الوراء. إنه يعرف هذه القوة التي تمنع كل مسلم، من تجاوز عتبة المسجد أو تناول المصحف إذا لم يكن على طهارة. لكن إحساسه بالضيق راوده لأنه لم يكن طاهرا إذ لم يتوضأ.
أثقله هذا الإحساس وأقعده عند عتبة باب المسجد. تناهى إلى مسمعه صوت المسمع الذي كان