يكرر ما يقوله الإمام ليسع من يليه كأنه نغمة أرغن (الله أكبر). تتبع إبراهيم مشهد صلاة الجماعة الذي كان مألوفا لديه، حيث ارتفعت همسات أهل المسجد مرددة مرة أخرى:(السلام عليكم).
علم إبراهيم الذي يعرف جيدا تلك المناسك، أنه بعد الانتهاء من الصلاة يأتي الذكر والدعاء حين ترفع أياد متضرعة إلى الله راجين منه أن يستجيب لدعائهم. رفع إبراهيم يديه متضرعا وقد فاضت عيناه بالدموع التي انهمرت على خديه ثم رفع بصره إلى السماء متمتما:
(يا رب اشفني من شروري فأنا مريض، اهدني سواء سبيلك فإني ضال).
أضاء نور الصباح الجديد وجه إبراهيم الذي مازال مادا يديه إلى الله متضرعا، ويملؤه التأثر ويرجو هبة منه.
شرع المصلون بالخروج. لمح أحدهم إبراهيم وهو على حالته تلك، فرجع على أعقابه ليضع في راحة يد إبراهيم قطعة من النقود ظانا أنه أحد المتسولين.