لم ينتبه إبراهيم إلى القطعة النقدية التي تدحرجت وسقطت بين رجليه. توالت أفواج أخرى من المصلين في الخروج من المسجد، يتحدثون فيما بينهم، وبينما يرمي بعضهم بقطع نقدية إلى إبراهيم، إذ علقت بأذنيه بعض أحاديثهم والتي ارتكزت أساسا على حدث اليوم:
- إذن ستقلع باخرة الحجاج عند الساعة العاشرة؟.
- هذا المساء أو غدا، سوف تقل حجاج تونس ...
إن فكرة إقلاع الباخرة ثبتت بإصرار في ذهن إبراهيم وقد أوحت إليه أمرا مفاجئا، إذ تساءل فجأة في نفسه: ماذا لو ذهبت أنا أيضا معهم؟.
كان يبرق وميض في عيني إبراهيم. لقد وجد أخيرا تفسيرا لحلم الليلة السابقة، وكأن تيارا كهربائيا قد صعقه. انتفض واقفا في حركة آلية وقد تناثرت بين قدميه القطع النقدية، التي كان قد تصدق بها عليه بعض المصلين وقد أشعرته بإحراج شديد لم يجرؤ على جمعها أو إرجاعها إلى أصحابها الذين تصدقوا بها عليه. غادر المكان وهو يقول في قرارة نفسه: