اتجه إلى حمام شعبي في الحي وبسرعة اغتسل ونظف كامل بدنه دون أن يمعن في التدليك، وعندما خرج كان يبدو كأحد الأشراف، وتقاسيم وجهه تدل على نبل، وكأنه لم يتخلص من طبقة غبار الفحم ولكن أيضا من القناع الذي كان يظهره على عكس حقيقته. لقد اقتلع قناع (بوقرعة) لكي يعود ببساطة إلى شخصية إبراهيم.
غمره إحساس بأنه تخلص من ضيق كأنه كان يعيش في داخله حتى هذه اللحظة دور شخص بغيض فرض عليه في مسرحية كوميدية بذيئة. أحس إبراهيم
بفخر في قلبه أضفى على هيئته وقارا وزاده كرامة. صعد الدرب الذي يؤدي إلى حانوته، وتوقف عند منزل العم محمد.
أمسك إبراهيم بحلقة البرونز المثبتة على الباب والمخصصة لطرق الباب. فرد عليه صوت امرأة من الداخل:
- من هناك؟.
- أخبري عمي محمد أن إبراهيم الفخام يود رؤيته. بعد لحظة، ظهر الشيخ على عتبة