الأوقات غير المناسبة. لم يتأخر المنتخب، الذي أخبره خادمه عن مقابلة إبراهيم الذي قص عليه قصته وأراه رزمة الثياب التي كانت معه مؤكدا على عزمه. أبدى محدثه اهتماما لا يخلو من الفكاهة بهذا الحاج المتأخر، لافتا انتباهه إلى أنه قد تأخر كثيرا لإنهاء الإجراءات، ومع ذلك طلب منه أن يوافيه على الثامنة والنصف عند باب المحافظة. توجه إبراهيم إلى المحافظة، وفي طريقه توقف عند بائع الفطائر تناول واحدة وأعطى أخرى إلى شحاذ عسى أن تتنزل عليه رحمات السماء وتشفع له بالحصول على جواز السفر. عند وصوله إلى المحافظة خالجه إحساس قوي بالتوفيق في مبتغاه.
انتظر إبراهيم أمام المحافظة وعندما بدأ موظفو المصلحة بالدخول، أخذ يتصفح وجوههم متسائلا أي منهم سيكون مصيره بين يديه بـ (نعم) أو بـ (لا)؟ رفض إبراهيم أن يقف عند كلمة (لا) المشؤومة، خشية من سوء الحظ الذي قد يجلبه مجرد التفكير في ذلك. لهذا قرر في قرارة نفسه أن كل الموظفين أشخاص لطيفون، بشوشون ولا يتلفظون إلا بكلمة (نعم).