للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابتسامة رأى فيها إبراهيم فأل خير لما هو آت. تبع إبراهيم الرجل الذي طلب منه صوره ووثائق هويته ودخل مكتبا تاركا إبراهيم عند الباب. بعد عشرين دقيقة، خرج إبراهيم من المحافظة بوجه مشرق متهلل سائلا الله البركة للمنتخب والمحافظ والموظفين. لم يحصل إبراهيم على جواز سفر الحاج المعتاد، بل على شهادة تثبت أن المعني مستوف لكل الشروط الإدارية، لم يعبأ إبراهيم بحجز مكانه على المركب لأنه يعلم أن الأماكن متوفرة حتى آخر لحظة. فاضت مشاعر إبراهيم شاكرا لله لكل الناس ولكل ما يحيط به لأنه وفق في مسعى كان يظنه صعب المنال. كان يعيش لحظة كلها نعيم، كان يفيض رقة لكل من يراه في الشارع وهو متجه صوب بيت العم محمد. انصرفت نفسه للإحساس بالحنين المسبق إلى هذه الأماكن، يخالطها شعور مبهم بعدم رؤيتها مجددا. امتلات عيناه وأذناه بهذه الانطباعات الحية عن الشارع ليحافظ عليها ذكرى لمن سيذهب بعيدا عن موطنه. عندما وصل إلى زقاقه، تبادر إلى ذهنه الذهاب إلى المحل لرؤية صاحبه أولا. كان يريد أن يرى دهشته ولاسيما عندما يعلمه بالحدث العظيم، وبالمحل الذي سيتركه له. وجده نائما، وقد أزعجه صوت المفتاح وهو يدور

<<  <   >  >>