الحج. كان العم محمد حريصا على أن يزود إبراهيم بكل التوصيات الخاصة بسلوك الحاج بالأماكن المقدسة: بمكة، بعرفات ....
لم تأخذ الإجراءات في المحكمة وقتا طويلا. أحس إبراهيم بعناية الموجودين معه واحترامهم. بعدها، رجع العم محمد بضيفه إلى المنزل مستعجلا لأن وقت الرحيل قد اقترب.
كانت زوجة الشيخ في انتظارهما وقد عبقت الغرفة التي خصصت لاستضافة الحاج بالبخور. كانت تكن له مشاعر أمومة لأنها رأته وهو يكبر، وكذلك بسبب أهله الطيبين الذين رافقتهم حتى آخر لحظة في حياتهم.
استقبلته بحنان حرك فيها مشاعر عدة. كانت تغمر هذه العجوز الطيبة فرحة عارمة للمعجزة التي تحققت لضيفها والتي تشهد على حلم رب العباد بالأنفس البشرية.
- لا بد أن والديك سعيدان الآن يا (سي) إبراهيم.
خاطبته بـ (سي)، بهذه الكلمات، في حين تناول يدها وطبع عليها قبلة ابن، وهما ما زالا على عتبة الغرفة التي استقبلته فيها.