احتج إبراهيم، فتدخلت العمة فاطمة معترضة على ذلك واقتربت منه وهي تحمل شيئا في يدها قائلة له:
- لقد أصر كل الجيران على أن يهدوا لك هذه القفة، وهي تمد له بيدها. تعرف إبراهيم، الذي أربكته طيبة كل هولاء الناس على السبحة التي تحملها العمة فاطمة، لقد ظن أنها لفتة طيبة من العمة، وهدية منها كما بدا له.
كما جرت العادة ألا ترفض سبحة في هذه الظروف، فقد قبلها إبراهيم وكأنه يريد أن يشكر العمة مرة أخرى، لكن هذه الأخيرة اقتربت منه وهمست في أذنه قائلة:
- كانت هذه السبحة لوالدتك فليرحمها الله. حافظت زهرة عليها بحرص وعندما علمت برحيلك هذا الصباح، أصرت على أن ترسلها إليك لأنها أيقنت أنك جدير بأن تحتفظ بها الآن.
تملكته الدهشة للحظة، كمن تلقى صعقة كهربائية. ضغط بقوة على السبحة على ذكر اسم زهرة، قفزت ذكرى من حياته إلى ذهنه. فكر في هذه الزوجة