للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المخلصة التي اختارها له والداه والتي قاست معه الأمرين. تراءت له من جديد مشاهد من حياته الزوجية التي صبغتها حالات سكره بالسواد كما تفعل السحب بالأفق في أيام عاصفة.

مع أنها كانت مطلقة، فقد رفضت أن تتزوج مرة أخرى إكراما لذكرى حمويها اللذين أوصياها بابنهما وهما على فراش الموت. تشتغل زهرة بجد وتكسب قوتها بشرف خياطة للعائلات البرجوازية كما تتابع، عن طريق العم محمد، حال زوجها السابق وسوء تدبره لأمره. استرجع إبراهيم ماضيه في لحظة

تدبر. امتزج في ذهن إبراهيم، وجه زهرة الحزين المبتسم مع وجه أمه المشرق والممتلئ بالرضا، ذاب الوجهان فيه وشكلا رمزا واحدا لطريق مضيء فتح أمامه فجأة، فأحس بأنه قد نفذ بجلده من إمبراطورية الظلام.

تبسم إبراهيم للعجوز الطيبة حتى يحبس دمعة هربت من مقلته. بادلته العمة فاطمة ابتسامة وهي متأثرة ومدركة للحظات المثيرة للشجون التي يعيشها الحاج والتي جعلته يأتي قائلا:

- أرجوك يا عمتي فاطمة أن تشكري زهرة عني

<<  <   >  >>