للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العم محمدا كبير البيت، كان يدافع عنه احتراما لذكرى والديه. لقد كان (فوق القلوب) أي لا يحبه أحد باللهجة المحلية. كان جيرانه يديرون وجوههم عند لقائه. وكانت جاراته يختفين عند دخوله وخروجه.

كان إبراهيم يحس في أوقات صحوته بهذه العزلة المضروبة حوله. لكن حدثا غير متوقع حصل بعد طلاقه من زهرة جعلهم كلهم يقررون رحيله حتى إن العم محمد خضع لاحتجاجاتهم وخاصة الجارات، ولم يجد بدا من الرضوخ لمطلبهم.

ذات يوم استيقظت إحدى صبايا المنزل التي كانت في سن الزواج، تطلب فأل خير يحمل لها خبرا عن زواج قريب. لقد أكدت (البوقالة) في الليلة السابقة على:

ماء تحضره البنات في سن الزواج ويكشفن فيه أسرار قلوبهن ويضعنه قبالة النجوم قبل الذهاب إلى النوم.

- هل سيتزوجني؟.

هل سأطلب للزواج هذا العام .. ؟ هذا الشهر؟.

وأول صوت يسمعنه بكرة في الشارع قد يحمل في طياته الإجابات عن هذه التساؤلات.

<<  <   >  >>