هذا ما فعلته جارة إبراهيم التي نزلت السلالم خفية، تحمل في يد شمعة وفي الأخرى إناء يحوي الماء السحري. كان عليها أن تفتح الباب بهدوء دون أن يسمعها أو يراها أحد، وتفرغ الماء على الطريق وتنتظر الإجابة من وراء الباب. .لكن في الوقت الذي وضعت فيه رجليها في سقيفة البيت، ارتسم خيال أسود على الجدران البيض المطلية بالجير. كانت لحظة مرعبة بالنسبة إليها، فسقط الإناء وانكسر وانطفأت الشمعة، أطلقت الفتاة صرخة بعدما ظنت أنها رأت شبحا فأغمي عليها.
أيقظ الصراخ الجيران والجارات فهرعوا باتجاه الصوت بعد أن لفت النساء أنفسهن في شالات وارتدى الرجال الجبب والبرانيس، فوجدوا إبراهيم في الرواق وقد رجع من دوريته. كان إبراهيم يبحث في الظلام عن مفتاحه الذي سقط منه قبل لحظات من نزول الفتاة، فأفاق من سكره نتيجة الأضواء.
تمتم معتذرا لكن الجيران كانوا قد أصدروا حكمهم ورأوا أنه قد تمادى كثيرا وحددوا أجلا للعم محمد لرحيل إبراهيم الذي امتثل للحكم وغادر البيت.