للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مورثة للندم الأبدي، ولكن مع ذلك تظل النفس المسلمة متشبثة بالأمل دون أن تكف عن الإيمان، بعد أي خطيئة ترتكبها. هذه المعجزة المذهلة تبقى غير مفهومة لأولئك الذين لا يحملون بين ضلوعهم نفسا مسلمة، مهما يكن، فإبراهيم لم يشعر في هذه اللحظة بالقلق من ماضيه السيئ الذي ذكرته به تفاصيل علقت بالميناء الذي بدأ المركب يبتعد عنه ...

بدأت المنازل تقترب بعضها من بعض، وشيئا فشيئا بدت وكأنها بقعة بيضاء واختفت من وراء الأمواج.

تلاشى الميناء الذي لم يعد يراه، كما تلاشت ذكريات بونة من مخيلته ولم يبق له من المدينة التي غابت عن عينيه سوى ذكرى رقيقة يلفها حزن هادئ. تخيل أن زهرة تفكر فيه وتخيل أنها مازالت زوجته وأنه تركها كما يفعل الحجيج مع أزواجهن ليعودوا إليهن. أراد تأليف جملة كان يمكن أن يقولها لها لحظة الوداع، لكنه لم يجد الكلمات المناسبة. تذكر مجددا المسبحة وبينما كان يحاول جاهدا معرفة السبب الذي دفع بزهرة لترسلها إليه، إذ بيد توضع فوقه بلطف. استقام إبراهيم واستدار وقد سقطت منه ملابس

<<  <   >  >>