للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رددها إبراهيم مع الجماعة ولكن بنبرة متحمسة وحارة. عند (السلام)، الذي يختم الصلاة، أحس إبراهيم بالألفة بين رفقائه الذين شاركهم في طلب المغفرة. كيف لا وقد بدأ أحدهم، كان يحاذيه عن شماله، يتودد إليه بحديث لطيف دون أن يعرف اسمه. كان يناديه الحاج، أعجب إبراهيم أن يخاطبه غيره بهذا اللقب النبيل، لا لإحساس منه بالكبرياء ولكن رضي به ليجد فيه الرجل الذي يسير في الطريق المستقيم: الحاج.

كان إبراهيم في الحقيقة خجولا، وكان يهتم بحكم الآخرين ورأيهم فيه. كان بحاجة إلى آخر ليقر له بصلاحه. تقوم شريحة من شرفاء القوم بتقويم أنفسهم بموازاتها بالآخرين إذ يرتكزون في ذلك على المأثور اللاتيني الذي يقول: (ألسنة الناس هي ريشات القدر) (١). كان إبراهيم ينتمي إلى هذه الشريحة، ولهذا السبب كان يريد سماع رفيقه يناديه بالحاج. بادره إبراهيم بأدب قائلا:

- يا سي الحاج، هل علي أن أذهب بنفسي لأبحث عن فراشي أم أن هناك من يدلني عليه؟


(١) يقابله في السنة (خيركم عند الله خيركم عند خلقه).

<<  <   >  >>