للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كل الارتياح عندما رأيت أن اقتراحاتي قد قبلت وفي سرية مطلقة أمرت بالاستعداد للرحيل. فاستعدت أسرتي وتوجهت شخصيا إلى مكان عين لي مسبقا، وكنت أعلم أنني التقي فيه بقائد باتنة الذي جاء على رأس جيش عرمرم. (٦٧)

وبالفعل لقد وجدته، وبمجرد ما وصلت أسرع إلي واستقبلني بحفاوة. ثم كرر الوعود التي كانت قد أعطيت لي، والتي دفعتني إلى الاستسلام، وهي استرجاع أملاكي ومكتسباتي الخاصة، والسماح لي بالذهاب، تحت رعاية فرنسا، إلى أرض أسلامية. ولو أنني لم أثق كل الثقة في تنفيذ هذه الاتفاقيات لهربت، وقد كان في وسعي أن أفعل ذلك بكل سهولة. وعليه، فإنني جئت إلى الفرنسيين راضيا تحدوني إرادة صادقة في وضع حد للحرب الطويلة التي ظلت قائمة بيني وبينهم، وذلك بإبرام اتفاق متين وأمان مشرف.

لم تدم المقابلة الأولى مع قائد باتنة إلا فترة وجيزة


(٦٧) - بعد مفاوضات طويلة، استسلم الباي يوم ٥ جوان ١٨٤٨ إلى الرائد دوسان جرمان الذي سيقضي عليه الثوار في الزعاطشة سنة ١٨٤٩.

<<  <   >  >>