للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

توجهنا بعدها إلى بسكرة حيث استقبلت بحفاوة وامتياز محاطا بالاحترام والتبجيل. وأقمت هناك ثلاثة أيام أتمتع بنفس الاستقبال ثم ذهبنا إلى باتنة، وقد اجتهد القائد في أن يسعد أوقاتي التي أقضيها معه. ووعدني، باسم فرنسا، الصدق والأمان وتحقيق ما أصبو إليه. لقد أمضينا يومين معه وفي اليوم الثالث أخذنا الطريق إلى قسنطينة.

وفي أثناء الطريق استحوذت علي أفكار متعددة: إنني أذهب بلا أملاك ولا قوة إلى المدينة التي رأتني سيدا في أوج عزتي وحيث مارست سلطة السيادة. ولكن الله كيف نفسي وتجلت إرادته. وأي إنسان يستطيع الإفلات من أيدي القدر فسبحان الله وجل جلاله.

وعندما اقتربنا من قسنطينة خرج أكابر المقاطعة لاستقبالي. وما لا شك فيه أنهم أحسوا بالشعور الذي كان يغمرني، فأسرعوا للتخفيف مما كان يثقل كاهلي وذلك عندما جاؤوا بعدد من الفرسان توسطتهم ودخلت إلى المدينة.

وهناك أيضا، حظيت باستقبال رائع، وأن سكان قسنطينة لم ينسوا أبدا بايهم القديم، ومن الواجب علي أن

<<  <   >  >>