حذافة السهمي، فقال: من أبي؟ فقال:(أبوك حذافة)، ثم أكثر أن يقول:(سلوني)، فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، فسكت ثم قال:(عرضت على الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر).
قال ابن شهاب:(فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة: ما سمعت قط أعق منك، آمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما يقارف أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس؟ فقال عبد الله بن حذافة: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته).
وفي رواية:(خطب فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا). قال: فغطى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوههم لهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: فلان، قال: فنزلت هذه الآية: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}).
وفي رواية:(بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه شيء، فخطب فقال: (عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا). قال: فما أتى على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أشد منه. قال: غطوا رؤوسهم، ولهم خنين- ثم ذكر قيام عمر وقوله، وقول الرجل: من أبي؟ ونزول الآية).
وفي رواية:(سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه في المسألة فصعد ذات يوم المنبر، فقال: (لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم)، فجعلت أنظر يمينا وشمالا فأرى كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل- كان إذا لاحى