وليست بسوق بيع ولا شراء، وإنما جعلت سوقًا من حيث إن السوق موضوع للمرابحة، فهؤلاء يربحون فيها، ويعودون وقد ربحوا من بيوتهم أيضًا ذلك الحسن في الزوجات، وهذا يدل على أن أهل الجنة يزدادون في كل لحظة حسنًا إلى حسنهم وجمالًا إلى جمالهم زيادة لا تزال تنمي بنفس خروجهم إلى تلك السوق، ومقامهم فيها يزيد نساؤهم وأهلوهم حسنًا في تلك الساعة.
* وفيه دليل على أن ربح الشمال مباركة في الدنيا والآخرة.
-١٨١٦ -
الحديث التاسع والأربعون:
[عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(من يدخل الجنة ينعم، لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه)].
* في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرض أن يصف أهل الجنة بالنعيم فحسب حتى نفى عنهم البؤس، لأن الإنسان قد ينعم ثم يبؤس فاخبر بنفي ما يؤدي لو عرض مع حصول النعيم.
والبؤس: هو الشفاء وسوء العيش.
* قوله: لا تبلى ثيابه يعني أن ثيابهم ليست قابلة للبلاء.
* وإن شبابهم ليس له غائلة ينتهي إليها، لأنه أحسن عمر الإنسان، فعمرهم كله من أوله إلى ما لا نهاية له: شباب كله.