للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن إخراج مثل ذلك تنعم في الدنيا وترف، وليس كما زعم.

وقوله: (فحلب لي كثبة من لبن) - والكثبة: القليل من اللبن وغيره، يعني مقدارا يسيرا.

ومعي (إداوة أرتوي فيها للنبي - صلى الله عليه وسلم -) - (٨/ ب) الإداوة: كالدلوة، ويرتوي فيها، أي يحمل الماء ليشرب منها ويتوضأ.

وفي هذا من الفقه:

* أنه ليس لأحد أن يسافر بغير إداوة يشرب منها ويتوضأ. ولا يقل: أنا أمضي على ما يدعيه التوكل، فلا أحتاج إلى إداوة؛ إذ لو كان ذلك مما يجوز لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والصديق رضي الله عنه، قد سبقا إليه الخلق؛ ولكن الذي فعلاه هو الحق.

وحكى عن بعض الناس أنه قال: إذا رأيت المسافر يسافر بلا إداوة فاعلم أنه عزم على ترك الصلاة.

وقوله: (فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فكرهت أن أوقظه فوقفت حتى استيقظ) وفي لفظ (فوافيته حين استيقظ) ففي هذا الحديث من الفقه:

* أن أبا بكر تأدب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يهجم على إيقاظه من نومه ولكنه وفق حتى استيقظ، أو وافاه حين استيقاظه، لأنه ربما يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوحي؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوحى إليه في المنام.

وقوله: (فصبت على اللبن من الماء حتى برد أسفله) وكان معه الماء منذ حلب الراعي اللبن؛ ولكنه لفطنته وتأنيه لم يصب عليه الماء حينئذ، فكان إلى أن يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمي في الزمان الذي ذكره إذ قال: حتى قام قائم الظهيرة، ولكنه ترك الماء بحالة في الإداوة حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبه على اللبن حينئذ ليبقى برده عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>