للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٣٦ -

من أفراد البخاري:

الحديث الأول:

[عن ابن عباس: أن عليا خرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي توفى فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئًا، فأخذ بيده العباس بن عبد المطلب، فقال: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وإني والله لأرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيتوفى من وجعه هذا، إني اعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، فأذهب بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلنسأله فيمن هذا الأمر؟ فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا كلمناه، فأوصى بنا، فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، وإني والله لا أسألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -].

* فيه من الفقه جواز الإخبار عن حال المريض بأحسن ما يخبر به، رجاء للبرء، فإنه قال: (أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بارئًا)، وبارئًا اسم فاعل، واسم الفاعل فعله لما يستقبل من الزمان، فهو يعني: إن شاء الله بارئًا، وبارئًا منصوب بأنه خبر أصبح.

وقول العباس له: (أنت والله بعد ثلاث عبد العصا)، يعني إنك مأمور تلزمك الطاعة، وتخاف من مخالفتها العقوبة.

* وفيه أيضًا ما يدل على حسن فطنه العباس بما ذكره من العلامة التي رآها لبني عبد المطلب عند الموت لصدق نسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

* وفيه أيضًا من فقه علي رضي الله عنه لم يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى لوصية في ذلك، وأنه لحكمة من عند الله سبحانه، لم ير أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما

<<  <  ج: ص:  >  >>