العلم مثله من انقلاب ممن كان يتظاهر بالخير ويزيد على المعهود في الدين غلوًا وتشدًا من جهالهم بقتل من قتل منهم، ومحاربة من حاربه، ما يشهد بأنه لم يكن يقوم غيره فيه مقامه، فصارت (٧٨/ أ) هذه الأركان الأربعة؛ من قتلا من ارتد عن الإسلام بترك الزكاة نقضًا فيه، وقتلا لمن تجاوز الحد في التشدد غلوًا، وقتال المشركين الأصليين، وحفظ كتاب الله عز وجل بين هؤلاء الخلفاء الأربعة على قسمة سواء، فيعلم حينئذ كل ذي فطنة أن هؤلاء الأصحاب- رضي الله عنهم- أيد الله سبحانه دين نبيه - صلى الله عليه وسلم - بهم بعده واحدًا بعد احد، كما أيد بهم في حال حياته كلما أوقدت الشياطين فتنة في وقت واحد منهم أطفأها الله سبحانه على يد إمام الوقت، فصار الأربعة أصولا في الدين، فلم يكن بعد ما دبر الله عز وجل فيهم لقائل مقال ولا معترض.
-١٣٧ -
الحديث الثاني:
[عن النزال بن سبرة قال:(أتى علي باب الرحبة فشرب قائمًا، وقال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كما رأيتموني فعلت)].
* في هذا الحديث من الفقه أن يفعل العالم الفعل الذي غيره أفضل منه، ليدل بذلك على جوازه، وليجعله طريقًا إلى الإخبار به، وتعليم الناس إياه.
-١٣٨ -
الحديث الثالث:
[عن علي قال: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله