فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه).
وفي رواية:(لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس ...)].
* هذا الحديث قد تقدم، وبينا أن الله عز وجل أزال معاذير قريش بما أوضح لهم من دلالة صدقه - صلى الله عليه وسلم -.
* ومعنى:(طفقت أخبرهم): أخذت في الوصف؛ ولما كذبته قريش في أنه أسري به إلى بيت المقدس في بعض ليلة، وبلغ ذلك منهم، كما جاء في الحديث الذي تقدم، في قوله:(فبلغ ذلك مني)، فقال - صلى الله عليه وسلم - في الحجر، وكان هذا القيام قيام صورة تدركه العيون، وقيام ببادية ما أرسل به تدركه بصائر أهل الحق.
فلما رآه الله سبحانه وتعالى قائما بأمره في المعنى، قائما بصورته في العيان، أدركه بغوثه، فجلى له البيت المقدس، وهو في الحجر، فشاهده ورأى آياته، فأخبر بها عن معاينة طرية، فهي أبلغ مما لو كان قد علم - صلى الله عليه وسلم - حين دخله في النوبة الأولى أن قريشا ستسأله، ويطوفه طواف مستثبت لأثاره؛ بل لما فوض إلى (٨٢/أ) الله عز وجل، أتاه مبتغاه وقت حاجته إليه، فجلى له بيت المقدس وقت سؤالهم إياه، فجعل يخبرهم وهم لا يشاهدون.