للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعوة سعد].

* في (١٠٣/ أ) هذا الحديث من الفقه جواز أن يعزل الإمام العامل تطيبًا لقلوب رعيته، وإن غلب على ظنه تقولهم عليه؛ ألا تراه كيف عزل سعدًا بمجرد شكايتهم؛ مع كونه قال له: (ذاك الظن بك يا أبا إسحاق)؛ يعنى تجويد كل الأعمال؟

* وفيه أيضًا من الفقه أنه إذا عزل الإمام العامل تطيبًا لقلوب رعيته؛ فإنه يتتبع كشف ما ذكروه عنه؛ ليكون العمل على يقين، ولتعلم الرعية أنه لا يهمل الكشف عما يقال له، فلا يحتجون في ترك مواجهتهم إياه بالحق بهيبة ولايته.

* وفيه أنهم لما رموه بكبير من الأمر من نسبته إلى الجهل بالصلاة، أرسل عمر لكشف ذلك مع كونه قال له: (ذلك الظن بك).

* وفيه أيضًا أن عمر ظن به الحسن الجميل ظنا يسوغ معه الاعتبار، إذ لو علم بطلان قولهم يقينًا لم يكن ليشرع في كشف ولا بحث.

وقوله: (أركد في الأوليين) يعني أثبت فيهما، وهذا من قول سعد تنبيه منه على ما عداه من أحكام الصلاة، وأن هذا من آدابها وسنتها، وهو أن يطيل الأوليين؛ من الظهر والعصر؛ لأن صلاتا العشي، ويقتصر في الأخريين على فاتحة الكتاب، فهو يعني: إني إذا كنت قد حفظت عليهم آداب الصلاة إلى هذا الحق فإن أحفظ غيرها من الأمور المكشوفة الظاهرة أولى وأحرى.

وأراد: إني لم أضع هذا القدر مع كوني ذا أشغال ومهمات، فإذا كنت مراعيًا للسنة من مقادير القيام والقراءة، فكيف أضيع ما فوقها؟

<<  <  ج: ص:  >  >>