* وإنما اشتد عذاب المصورين لأنهم يعملون أصنامًا وإن لم تكن تعبد في وقتنا هذا عبادة ظاهرة، فإن الأنس والميل إليها درجة يخاف منها الإفضاء إلى عبادتها.
* وأما زيادة البرقاني:(أشد الناس عذابًا رجل قتله نبي)، فإنه لما قتله في سبيل الله أكرم وقته على ربه بعد إظهار الدليل، فالنبي خصمه في الحالتين، فلما أهانه الله بيد أكرم أهل الوقت عليه اشتد عذابه، لأن النبي رحمة، فإذا جعله الله عز وجل لواحد منهم نقمة كان ذلك الشخص أشد الناس عذابًا إذ أتاه الله بالبلاء من حيث ترجى الرحمة.
-٢٤٦ -
الحديث الثاني والعشرون:
[عن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة]
* فيه دليل على إطلاق العصمة لكل من (١٢٦/ أ) شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأما الاستثناء بعد هذا الإطلاق لمن ذكر: بأن يزني الإنسان بعد إحصانه ويقتل نفسًا معصومة فيهتك عصمة الله، فأبيح منه ما كان معصومًا، والتارك دينه هو المفارق للإسلام، وهذه واسعة يدخل فيها كل من أدى به قول أو اعتقاد أو فعل إلى مفارقة الدين.