كتاب الفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي لعلي بن عمر الحربي

وسترون بعدي أثرة في القسم والأمر , فاصبروا حتى تلقوني على الحوض - ص: 42

٤٢ - أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ , قَالَ: ثنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: ثنا عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيُّ , بِقُبَاءٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ: أَتَى أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ النَّقِيبُ الْأَشْهَلِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَكَلَّمَهُ فِي أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظَفَرٍ عَامَّتُهُمْ نِسَاءٌ يَقْسِمُ لَهُمْ - رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ شَيْءٍ , قَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَرَكْتَنَا يَا أُسَيْدُ حَتَّى ذَهَبَ مَا فِي أَيْدِينَا , فَإِذَا سَمِعْتَ بِطَعَامٍ قَدْ أَتَانِي فَأْتِنِي فَاذْكُرْ لِي أَهْلَ ذَلِكَ الْبَيْتِ , أَوِ اذْكُرْهُنَّ لِي ". قَالَ: فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ , قَالَ: ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ طَعَامٌ مِنْ خُبْزٍ وَشَعِيرٍ وَتَمْرٍ فَقَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ , ثُمَّ قَسَمَ فِي الْأَنْصَارِ فَأَجْزَلَ. قَالَ: ثُمَّ قَسَمَ فِي أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَأَجْزَلَ , فَقَالَ لَهُ أُسَيْدٌ تَشَكُّرًا لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ أَيْ رَسُولَ اللَّهِ أَطْيَبَ الْجَزَاءِ , أَوْ خَيْرًا - شَكَّ عَاصِمٌ - قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا وَأَطْيَبَ الْجَزَاءِ , فَكُلُّكُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ , وَسَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فِي الْقَسْمِ وَالْأَمْرِ , فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ "